المركز الإعلامي

من الطيور إلى العطور.. "الشارقة للتراث" يفتح أبواب المعرفة بإصدارين جديدين وجلسة بحثية ثرية

10 نوفمبر 2025

من خلال تقديمه لباقةٍ متنوعةٍ من الأنشطة والفعاليات الثقافية، يواصل معهد الشارقة للتراث حضوره الفاعل في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025. وتستلهم هذه الباقة جمالياتها وتفرّدها لكونها تجمع بين التوثيق المعرفي والإبداع الأدبي، حيث شهد جناح المعهد بالمعرض توقيع إصدارين جديدين وتسليط الضوء على ملامح التراث الإماراتي والعربي.

الرحّالة أحمد وجزيرة الطيور
شهدت الفعالية توقيع الأستاذة أنوار سلامي – الكاتبة والباحثة – لكتابها «الرحّالة أحمد وجزيرة الطيور»، وهو عملٌ قصصيٌّ موجه للأطفال يهدف إلى تنمية الخيال وتعزيز روح الاستكشاف لديهم، مستلهمًا شخصية الرحّالة أحمد بن ماجد بأسلوبٍ بسيطٍ ومشوّق. وتأخذ القصة الأطفال في رحلةٍ خياليةٍ إلى جزيرةٍ غامضة تزخر بالمغامرات والمعاني التربوية والمعرفية، لتغرس فيهم حب التراث وحسّ البحث والاكتشاف من خلال حكايةٍ تربط الماضي بالحاضر بأسلوبٍ عصريٍّ ممتع.
وأشادت الكاتبة أنوار سلامي بالدور الكبير الذي يضطلع به معهد الشارقة للتراث في دعم المبدعين والكتّاب، مؤكدةً أن “احتضان المعهد لهذه الإصدارات، ومساندته للكتّاب في نشر أعمالهم التراثية، يمثل حافزًا قويًا للاستمرار في إنتاج محتوى يخدم الثقافة الوطنية ويغرس القيم التراثية لدى الجيل الجديد”.

العطور الإماراتية في دراسة أكاديمية رائدة
كما وقّعت الأستاذة الباحثة حمدة الزرعوني – الكاتبة والباحثة الأكاديمية – مؤلفها «العطور التقليدية الإماراتية»، الذي يُعدّ دراسةً متخصصةً توثّق أحد عناصر التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات.
ويستند الكتاب إلى بحثٍ ميدانيٍّ أكاديميٍّ في إدارة حفظ التراث الثقافي، ويقدّم توثيقًا دقيقًا لأساليب صناعة العطور وأدواتها التقليدية ومكانتها في الموروث الشعبي. وقالت إن الكتاب قد فاز بـ«جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي لعام 2023»، ليكون مرجعًا علميًا للباحثين والمهتمين بالتراث الإماراتي. وأضافت الأستاذة الباحثة حمدة: “كان لمعهد الشارقة للتراث دورٌ أساسيٌّ في دعم هذا العمل منذ مراحله الأولى، من المراجعة إلى النشر والترويج، وهو ما يعكس التزام المعهد بتشجيع الدراسات المتخصصة وصون الموروث الوطني بمختلف أشكاله”.

التراث بين الجهود الفردية والتوجه المؤسسي
وفي إطار برنامجه الثقافي المتجدّد، نظّم معهد الشارقة للتراث جلسةً حواريةً بعنوان «حماية التراث بين التوجه المؤسسي والعمل الفردي»، بمشاركة الدكتورة فاطمة المعمري، والأستاذة فاطمة المنصوري، والدكتورة عائشة الغيص.
وتناولت الجلسة أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية والأفراد في حماية الموروث الوطني وصونه من الاندثار، إلى جانب استعراض التجارب الناجحة في مجال التوثيق والحفاظ على التراث.
وأكدت الدكتورة عائشة الغيص أن حماية التراث مسؤولية جماعية تبدأ من الوعي الفردي وتمتد إلى العمل المؤسسي، مشيرةً إلى أن تفاعل الأجيال الشابة مع الأنشطة التراثية يشكّل ركيزة لاستدامة الهوية.
فيما أوضحت الأستاذة فاطمة المنصوري أن تكامل الجهود بين الأفراد والمؤسسات الثقافية يسهم في بناء منظومة متكاملة لصون التراث، مؤكدةً أهمية دعم المبادرات المجتمعية التي تعزز الوعي بالتراث الوطني.

إثراء المشهد الثقافي الإماراتي
يُذكر أن معهد الشارقة للتراث، من خلال مشاركته هذا العام، يؤكد على مواصلة جهوده في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي عبر مشروعاتٍ معرفيةٍ وإصداراتٍ متخصصةٍ تُسهم في توثيق التراث وصونه للأجيال القادمة، ليبقى المعهد منارةً للهوية ومصدرَ إلهامٍ للإبداع الثقافي والبحث العلمي.